التكاسل المبدع مفيد لتأمين السيولة
منذ سنوات مضت، وظف هنري فورد خبيراً في تحديد الفعالية، ليفحص أداء شركة فورد للسيارات Ford Motor Company.
فقدم له الخبير تقريراً إيجابياً جداً، في ما خلا موظفاً واحداً مشكوك بأمره.
قال الخبير لهنري فورد : إن ذلك الرجل الكسول في ذلك المكتب يهدر مالك.
ففي كل مرة أقر أمام مكتبه أراه جالسا علی المكتب رافعا ساقيه فوق طاولته.
أجابه هنري فورد الرجل الذي تتكلم عنه أعطانا فكرة وفرت علينا ملايين الدولارات من الخسائر .
وأضاف : وحين خطرت له تلك الفكرة كانت ساقاه في المكان الذي تراهما فيه الآن، أي فوق مكتبه.
العبرة من تلك القصة هي أن عليك أن تسترخي وتستخدم مخيلتك، لتأتي بأفكار مدهشة توفر على الشركة التي تعمل فيها مبالغ طائلة، أو تكسبك أنت مبلغاً كبيراً.
إن التكاسل المبدع، أو بكلام آخر، الاسترخاء المنتج، مفيد في الواقع لتأمين السيولة.
جلسة واحدة من التفكير الخلاق يمكنها أن تجعلك تكسب الملايين في المستقبل.
من المؤسف أن يرغب عدد كبير منا بشيء آخر في حياته.
فنحن لا نجد الوقت ولا المكان للإتيان بالأفكار التي تحسن نمط حياتنا في المستقبل.
فنحن منهمكون جداً بمشقات الحياة اليومية، حتى نجلس بهدوء ونفكر بأمور خلاقة.
كلما طالت حياتنا في مجتمع محوره العمل، شعر معظمنا بأن علينا أن نبقى منشغلين طوال الوقت حتى نكون ناجحين.
وقد تعودنا أن نعتبر أن الشخص الذي يعمل أكثر من غيره هو الذي يحقق الثروة والشهرة.
في الواقع نحن نخشى أن نهدأ خوفاً من أن يمنعنا ذلك من جمع ولو مقدار بسيطاً من الثروة.
ولكن المضحك المبكي هو أن الاسترخاء والتمهل في الحياة بين الحين والآخر يساعدنا على تحقيق الثروة بسرعة أكبر.
وعلى العكس من ذلك يمكن للإفراط في العمل أن يؤذي قدرتنا على الابداع.
إن أخلاقيات العمل قوة موهمة ومضللة في مجتمعنا.
فهي تنص على أننا ينبغي أن ننشغل دوماً بعمل بناء، إذا أردنا أن نعتبر أعضاء منتجين في المجتمع، عدد كبير من الناس يعتبرون التكاسل نشاطاً غير مفيد يحد من الطموح ويؤثر سلباً في الانتاجية.
وعلى العكس من ذلك، يمكن للتكاسل أن يكون إشارة إلى الطموح، فهو يجعل بعض الناس أكثر إنتاجاً وأكثر ثراء على المدى الطويل.
أشخاص نجحوا في حياهم عبر الاسترخاء والتكاسل
عبر التاريخ، استطاع أشخاص مبدعون جداً أن يكونوا منتجين جداً لأنهم تمكنوا من الاسترخاء والتكاسل بحيث أتوا بأعمال بناءة.
من هؤلاء مارك توين الذي كان يكتب معظم كتاباته وهو في سريره.
صامويل جونسون لم يكن يستيقظ قبل الظهر إلا نادراً.
وقد غرف كسولون منتجون غيرهم بالتسكع مثل أوسكار وايلد، برتران راسل، لويس ستيفنسون، وسومرست موم.
لعلك كمعظم الناس أصبحت مبرمجاً على العمل الشاق، والانضباط وضيق الأفق والمبالغة في التحليل.
وبالتالي نجد صعوبة في تقبل الفكرة القائلة إنك تستطيع الاستفادة من التكاسل المقصود بشكل منتظم.
أنت تحتاج لأن تسترخي، وترى الصورة بشموليتها وتخطط على المدى الطويل.
هكذا فقط تستطيع أن تكون مبدعاً وتختبر الإحساس بالازدهار والبحبوحة.
علماً أن ثمة ظروف ومواقف تساعد على انتاج الأفكار الجديدة والمدهشة القادرة على إكسابك المال، أكثر من غيرها.
أما أفضل جو لتأمين تدفق السيولة على المدى الطويل ولضمان الاستقلالية المادية، فهو جو الاسترخاء والتركيز بعيداً عن الإلهاءات.
عدد كبير من الإنجازات في تاريخ البشرية بدأ بأفكار ملهمة خطرت لأشخاص مـوجـوديـن فـي أمـا كـن هـادئـة تـحـث على الاسترخاء.
كان أرخيميدس يستحم حين خطرت له نظرية الثقل النوعي، والسير إسحاق نيوتن كان جالساً تحت شجرة تفاح فإذا بتفاحة تسقط عليه وتلهمه نظرية الجاذبية.